الخميس، 21 أبريل 2011

قصائد بحجم العالم

هاجر 


1


وقت قلنا للريح :
 دعي الجياد تمر
أكتشفنا صدفة
أن الخيول تموت راكضة!

2

جعنا كثيراً
وحين احتطبت أمي عفافها لتطعمنا
نضجت الخيول
وكان للصهيل مطباته
ولأفئدتنا ذائقة الحرمان !
فمَنْ سيعلمنا لغة العائلة ؟
وحينئذ ... أية دابة سنمتطي إلى الهاوية ؟!

3

كان عرسي محتشداً بالفضوليين
فلم أجد مكاناً للأبتسامة !
ربما كان الله مجوسياً
ففضَل أن نرقص وسط النار .

4

حين نجوع
نأكل أوقاتنا باسترجاع الماضي
لكن ما يحزننا حقاً
ان لا رغيف في الذاكرة .



5

حين أسندت رأسي إليك  
وقتها فقط
أيقنت إنك فراغ كبير !
وقبل ذلك
لم أكن أعلم إن الفخاخ تبالغ في أناقتها
وإن الهاوية قد تأخذ شكل كتف .

6

في بحر أوجاعنا نغرق
وحين نلَوح
لا تنقذنا مراكب أحزاننا 
وهي تشرع للمجهول
وكأننا غرباء
نتساقط من جعبة المساءات
بلا تصفيق حتى .



7

تشوهت وجوههم ..
فكسروا مرايا الآخرين
غرقوا 
فثقبوا مراكب أحلامنا
ولأن الأرض تستفز بكارة الموتى 
فضَوا كل قوانين الطبيعة
وهم يحتضرون .


8

أسميتك الحب , الحياة , الوطن  ...
فأسميتني هاجر 
وتركتني لوحشة المحطات؟!.



الاثنين، 4 أبريل 2011

صبرُ ليلى

علي السعيدي

 علي السعيدي
يبعثرُ  البردُ أشلاء النجوم ِ
تلّـوحُ كل عاشقة بسطوعها
تجذبُ كوكبها لأحظانها
تتفرق النجمة ُ .. إثرَ النجمة..
الساحة ُ فارغة
إلا ليلى..
تردد بمرارة:
                يا ليالي الإنتظار
                ملّت الساحة مني،
                أينَ وهجي؟
                قطف الصبرُ بهائي،وصباي
                أين أنت الآن أين؟
يا صبر ليلى..
طلع الفجر ُ، وخلفهُ العاملون، والتلاميذ
والعشاق بالزي الجامعي
يتطلعون بـ (ليلى)
يبتسمون لها، تبتسم لهم
يرحلون...
وتبقى ليلى مسمّرة بباب ِ الإنتظار
لا تبارح عرشها السرمدي
لكنّ َ سرعان ما تحرقها الشمس
ليلى تحترقْ
لكنها لا تصبح رماداً .. أبداَ    

2011                                 

إستيقاظ

مهند يعقوب

منذ القرن الثالث قبل الميلاد 
لم نعرف حتى الآن
أيهما حلَّ في الآخر
تشوانغ تسو تحوّل الى فراشة ؟
أم الفراشة تحوّلت الى تشوانغ تسو ؟
هو أيضاً لا يعرف مثلنا 
لكنه أرتفع أكثر مما ينبغي
لميت أن يستيقظ .





الأزهارُ التي نمَتْ الى الأسفل

مهند يعقوب

ليستْ في الداخل
ولا في الخارج
لم تكن في أية جهة
لم أرها في طفولتي
ولم أجدها
في كارتون الفترة الصباحية
لم تكن في الكتب
ولا في دفتر الرسم
ولم أقف بانتظارها
وهي عائدة من المدرسة
لم يكن هناك سرٌ للتأمل
ومدّ النظر
ليس كافياً جسدٌ أبيض
وعينان خضراوان
لا حقيقة تدّل على الضرورة
بالصدفة
إلتقينا
كان زيُّنا الصمت
وأزهارنا كانت تنمو الى الأسفل
بالصدفة أيضاً
صرنا غابة من الزعل
فأساً وشجرةً
بالصدفة
حطتْ على يدي
تلك الفراشة النحيلة
وبالصدفة ذاتها
كنتُ البيت الواهن
الذي صار حتفها .