الخميس، 16 ديسمبر 2010

تنويعات لحلمٍ هو أنتِ

نجم عريمش

إهمال

الشاعر نجم عريمش
من زاوية مهملة
ومن وجع أحمق
ـ كان فيما مضى قلبي المشبع بالأماني ـ
أدعوكِ
فاحذريني
حين أقوم بهذا النزق الموبوء !


ثقل

كلما أزحتُ هذا الثقل
تدحرجتُ خلفه
أنتِ ـ يا أقسى عليّ من قلبي
وأمضّ من حبّي ـ
يا حلمي الذي أنوء به.


حنين

في غيابكِ
ـ أيتها الحلم الوحيد الذي غمرني بدهشته ـ
أفيق على شرفة من حنين.


لقاء

أيتها الحبيبة
المتلعثمة بحديث عيونها
كيف دخلتِ مملكتي الموحشة بلا استئذان ؟!


مكان

في مكانٍ ما
بعيدٍ عنكِ وعني
أحلم فيكِ.


كابوس

.......
أصرخ
أنتِ بعيدة
بعيدة...
فيخرج من رأسي ذلك الحلم.



خريف 2000

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

قصيدتان

مهند يعقوب

الخروج من مزرعة الكآبة

قبل أن ابدأ الرحلة
وأشيح بحواسي
عن مملكة النشاز
أي المدن التي
كفَّ الله فيها
عن الغناء
والحكمة
دخلَ أحمد الشامي
كان كل شيء
باهتاً
ورمادياً
خارج الغرفة
أخذَ ما تبقى من الحروف
وأظنه وضع اللوحة ايضاً
في الحقيبة
إستدار نحوي
ثم هبطَ بعينه
الى الارض
كان يهذي
ويسأل
في باطن ذلك اليوم
الذكي الأسود
( أيها الله
ألست تدَّعي بانك وحدك
فلماذا لا تدعني وحدي ؟ ).

off line

أكتبُ الآن
تحت تأثير الماريجوانا
ولا شيء غير عادي
أجلسُ أمام الكمبيوتر
مرتدياً بيجامتي الجديدة
ذات الرسوم المتحركة
وفي يدي سيجارة
من نوع فلافور بلوس
أقرأُ تعليقات الاصدقاء
على الفيس بوك
إنهم مولعون بالكذب
في كل مكان
من هذا العالم
قلتُ في نفسي
كم هم جميلون
فأنا أحبهم جميعاً
ولا وقت للمثاليات
الدقائق تمر مسرعة
ولا شيء غير عادي
مع هذه العشبة المبتسمة
سوى وجودها على الماسنجر
وأنا أوف لاين .


الجمعة، 3 ديسمبر 2010

الأيامُ جنائزٌ تحتفي بمرورها

إحسان السماوي


الشاعر إحسان السماوي
 جنازة الجندي

على ساق واحدة وبيد واحدة
سقط الجندي من أعلى الحرب
التي إشتهاها له الآخرون .

جنازة الشاعر

كان صغيراً الحلمُ الذي سار به
وعظيماً هو مرور الجنائز
على مستودعات الأماني .

جنازة اللحظة

قد نتوهم الحب ولكن
لا نستطيع ان لا نمنحه
فكلاهما سيغادران .

جنازة السفر

يؤاخيك البحر
ويمرّر عليك بجناحيه
مثل ريح تسلب ما ضاع .

جنازة المنفى

أن تنشئ من الزمن المتراخي
خمس غيمات لحلم مضيء
كيما تُشعر ما حولك بصفائهم
العشب بشهيقه
الطائر بانصهار جناحيه مع الريح
الحرية بوقعها
الصمت وذوبانه في الموسيقى
الألم ووحدته
مع الجرح الغائر في صلواته
أولاء هم أصدقاؤك
الذين لا يغادرونك .

جنازة الحلم

للسعادة عمق الريشة
وقسوة المعبد
وطعم الحسرة
فمن ينتشل الآخر ؟ .

جنازة النهر

في المصب الذي يذهب به
الى خسائره
ستجد الينابيع
تؤاخي أنفاسك
أيها الهيكل من ألأمنيات .

جنازة الشقيق

من أجل عرس العيش
كم هو شفاف البحر ؟
الذي يبدأ غيابه في سحابة .

جنازة الرحيل

أيها المجند الى الحياة
إسمع أبعاد قبرك
تنفس لصعداء الآخرين
حين يقفون على شاطئ البحر .

جنازة الجنون

ليمض زمنك
هو برق أبكم وأصم لا يرى ما حوله
ولا يهدي الى هلاك الصخب
هذا جواب النشيد .


الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

عن الأشجار في مهبِّ الكارثة

رعد زامل

(1)


الشاعر رعد زامل
ليست شجرة
هذه الواقفة
في الطريق الى الحرب
ليست شجرة
بل علامة إستفهام خضراء 
في سياق الكارثة.

(2)

كل شجرة
بخضرتها مستبشرة
الا شجرة العائلة
الريحُ تذرُّ أوراقها في المنافي
بينما الجذورُ في المقبرة.

(3)

الشجرةُ
معَ عشيقها لا تفرّ
لكنها تتلاشى
وبين أحضانِ أمها الغابة
ما أن تبلغَ أرذلَ العمر
حتى تضرمَ النيرانَ
في نفسها وتنطفئ
حالما تدركُ
إنَّ حسنَ العاقبةِ يَكمنُ في الحطب.

(4)

في العصورِ المظلمة
العصورِ التي لا اثرَ للشمسِ فيها
تتعرى كلُّ الأشياء
كلُّ
الأشياءِ
 تتعرى
حتى الأشجار
تخلعُ خضرتََها
وتسترُ عورتهَا بالذبول.

(5)


في حقلِ الألغام
لا معنى للشجرة
إلا على أنها فخٌ أخضر
يستدرجُ العصافيرَ الى
مجزرة.

(6)

من يسمعَ أنينَ هذه الأغصان
وهي تنكسر
من يرى الطبيعةَ
وهي تجلدُ أشجارَها
كلَّ يوم
لابدَّ أن يسمي الخريفَ سوطاً
وحدي في هذهِ الغابة
التي لا املكُ غيرَها وطناً
أدعو الأشجارَ الى الخروجِ على الطبيعة.