الاثنين، 19 نوفمبر 2012

قصائد هولندية معاصرة

ترجمة : موفق السواد

محطة وقود 

Bart FM Droog

موفق السواد
أنظر الى الأيام من زاوية أخرى
أنام حين يستيقظ الجميع
أسهر على قلق تلك الأحياء
البعيدة الممتلئة
أعيش بعيداً عن الزحام
في سيارتي الرائعة
بلونها الأزرق الرسمي
أستمع للأغاني التي تهزني
عند ستدي كروزة
حول هذه القارّة الشاربة للدماء
لا أبحث عن شيء
أنتظر أقل ممّا تنتظره عظامي
من كلاب المقابر البعيدة
وامرأة لا يمكن نسيانها.


إنتظار

Arjen Bakker

لماذا ليس الآن 
شيء يقترب
وشيء آخر يختفي
أغاني الوداع
تصدر من كلّ زواية الشارع
الشبابيك المفتوحة
تسلّم أو تستقبل ما سيختفي
في آخر نفس.


التوأم

Petra Else Jakel

التوأم فريدا
لا تملكان سوى قدمين
إبهاماهما تلامسان الأصابع كلّها
قطعة بعد أخرى
ذهاباً وإياباً
كما في أول درس رقص.
عندما صنعتْ دائرة بيديها
وذراعها حول خصرها.
التوأم فريدا 
تضعان الإبهام على الثدي
تتلامسان تحت الماء
تسحبان القاع الحجري
كلباس فضفاض
كبيت ،ككهف أبدي
ومع هذا كله تغير جسدها.

المراة فريدا الأولى
تناديني فوق ماء البحر
ولكنّها تتركني واقفاً عن الهالة
وأنا أستسلم بانتظار المطر.

المرأة فريدا الثانية
تتحدث بهدوء
تقول ما ليس صحيحاً للماء
لأكون صاخباً كما الكلمات
وأن استمعت تأخذني معها.
خذّ شالاً تقول لي
ستهب الريح
إجلب معطفاً ضد الماء
وانسى كيف تسبح
إستمرْ تنفس تحت الماء
كنّ كما لؤلؤة دّم.


شراء التفاح

Tssead Bruinja

ذلك الحزن المعتق المفتت
في صناديق بائع الفاكهة
مرتبكة عاشقة التفاح
البائع يراها منكسرة
ضاحكة على طرائفه
متمنياً أن يلتقط سكينه
ليريها أنصاف تفاحه الذهبي
...
إنها مترددة مثل ساعة 
خالية من العقارب
كمن يلحق بالباص 
في آخر لحظة.



الجمعة، 2 نوفمبر 2012

كابوس فجر البارحة

مهنّد يعقوب


مهنّد يعقوب
الطريق التي رأيتُها البارحة كنتُ قد مشيتها بصحبة فتاتين يغطيهما رداء أسود لم يسبق لي أن رأيتهما من قبل، بل لم يسبق لي أن رأيت نفسي كذلكلقد خطونا فجأة الى الحياة عبر الفراغ من الجانب، عبرنا الساقية دون أن يكلّم أحدنا الآخر أو يعبأ بخطواتهكانت ساقية في منحدر وعليها معبر خشبي نحيف بطابقين . لا أعرف لِمَ يوجد معبر خشبي بطابقين أحدهما يبعد عن الآخر مسافة تكفي لترك سؤال !، مثلما لا أعرف ما الذي ستعنيه حياتي مستقبلاً أكثر من انها شبكة أنابيب عملاقة محشوة بالصراخ والمشاكل وعليّ الاستمرار بداخلها حتى النهاية. اختفت الفتاتان للحظات وأنا أعبر المنحدر الى القرية ولم أجد الأمر مقنعاً بالرجوع . لقد عاودت إحداهن الظهور وهي عارية تماماً وحزينة تركض باتجاه الساقيةتابعت سيري نحو شيء غريب سيحدث، شيء يشدني لشخص ما لا يشبه احداً من الذين أعرفهم أو سبق لي أن رأيته في أي فيلم سينمائيشخص من النوع الذي تناط به مهام ليست سهلة مثل الصمت لفترات طويلة او الموتشخص إما أن يقودك الى الشقاء أو الخلاص ولا تجد طريقة للتخلص من مرافقته لا بالكراهية ولا بالحبأنت منقاد له بفعل الغموض والحنين ، واختيارك أن تسبح الى جانبه في الحياة اختيار غريزي لتمنع عنه ضواري الماء بعصيهم ومعاولهم وصرخاتهم المتوحشة. لم يكن يحمل اسماً ولم يناده أحد بصفة أو لقب ، هو شخص غير مسمّى .  يقول عنه  أهل القرية أشياءَ مبهمة وأنه ذات مرة تحدث الى الناس وأخبرهم أنه على إستعداد لأن يموت بالنيابة عن أي شيء يحدث حتى وإن كان ذلك الشيء" أثر فراشة". كان أزرق ونحيفاً لا تستطيع أن لا تمدّ إليه النظر ، وله قريب يكبره سناً في الأربعينات رأيته مرة ونحن نصعد في أحد الباصات الصغيرة والمتهالكة في القرية، همس له بكلمات لم تكن نهاياتها واضحة كان يبدو عليه الإرتياح، ثم اختفى فجأة مع تلك السعادةعرفتُ أنني سأرى كل شيء بمنتهى الحدود والملامح مثلما رأيت عري المرأة، وأني في مهمّة قاسية كانت قد بدأت للتو. يركض الناس باتجاه الشخص غير المسمّى وهم يجلدون كلّ شيء بصراخهم المتعالي، وهو يركض نحو المنحدر بملابسه الرثة وأنفاسه المحترقة، وأنا بينهما أرى كلّ شيء ، ولا أستطيع إيقاف مجرى الهلع والدّم ، الذي أريق على جانبي الساقية.