كريم راهي
ليسَ من فرطِ اليأس
ولا حتّى من الذرائِع بشيء
الخوفُ ... درع الكائِن المنيع.
كريم راهي ، تصوير : حيدر حاكم |
ضِدَّ باقي الغرائِز
وضِدَّ ضرَاوة الحُبِّ واحتدامِه.
الخوفُ أيضاً..
أوّلُ الذخائِر، في اتّباعِ الأثَر
في المحاولةِ والخَطأ،
في التَشكُّكِ، في البُطءِ
وفي العَثرة والتراجُع.
وهو شاخِصٌ في الدلالةِ
منذُ الأحجارِ الصمّاءِ وأوّلِ الشرار
منذُ قَداسةِ النارِ البِكرِ وما خُطَّ في الكُهوف
شاخصٌ .. منذُ تكريسِ الآلهة
حتّى يُدركَ الجَسَدُ كَمالَه.
موت أبي
في أحلامي كما في يقظتي
هَرباً من الأنهرِ المالحة
أمرُّ على قرى الحنطة والنعاس
حيثُ الموتُ ينسَلُّ خُلسةً، معَ المناجِل.
كان أبي آنذاك
ينعمُ بقيلولة
حينَ هَوَى النصلُ الوامِض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق